بعد الإعلان عن وفاة القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان التكفيرية إبراهيم منير، أثيرت تساؤلات حول مصير الجماعة التكفيرية المنقسمة بالأساس لعدة جبهات تنطلق من الخارج والداخل من إسطنبول ولندن والقاهرة.
ومن التساؤلات التي طرحتها الوفاة المفاجئة لأحد شيوخ الجماعة التكفيرية والمحظورة في عدد من البلدان العربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات، من سيخلف الإخواني منير.
وبنظرة لملف الإخوان التكفيرية بوفاة إبراهيم منير قائد جبهة لندن في الجماعة، قام الخبراء من المطلعين بطرح بعض الأمور حول مستقبل تلك الجماعة خاصة بعد محاولتها مؤخراً استعادة أرضية لإعادة تنظيم صفوفها بعد ضربات أمنية متلاحقة وعزلة شعبية غير مسبوقة.
إبراهيم منير أحد القيادات والوجوه القديمة البارزة في الجماعة كان شخصية كليئة بالتناقضات يمكن وصفه أنه صاحب وجهين معلن وخفي. أما الخفي فكان باعتراف منير نفسه بأنه كان حلقة وصل بين الأمن المصري والجماعة، وصولاً في آخر ظهور إعلامي له قبل وفاته إلى التلميح باستعداد الجماعة للتخلي عن السياسة مقابل المصالحة مع النظام المصري. ولم يُخفِ منير علاقته بأجهزة الأمن المصرية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إذ اعترف في تسجيلات تلفزيونية بأنه كان حلقة وصل بين التنظيم وجهاز المباحث العامة المصري.
وفاة نائب مرشد تنظيم الإخوان التكفيرية يراها البعض بمثابة ضربة قوية جديدة للجماعة، التي تعاني بالأساس من صراعات وتصدعات غير مسبوقة في تاريخها منذ تأسيسها عام 1928.
وتوقع مراقبون أن تزيد وفاة منير وتيرة الصراع حول من يخلفه في ظل الصراع القائم مع جبهة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة في إسطنبول، والذي لم ينته حتى الموت، حيث أصدرت بيانا لم يحمل منصبه داخل التنظيم ونعتته بـ”الأستاذ”.
ووفق محللين فإن منصب” قائم بأعمال المرشد” تتصارع عليه أكثر من جهة وتيار داخل الجماعة التكفيرية، ووفق قاعدة الأكبر سنا فإن عضو مجلس الشورى محمد عبدالمعطي الجزار، أقرب المرشحين لتولي المهمة، وهو من “القطبيين” أي الجيل الثاني في الجماعة الذي يحظى بالشرعية التاريخية.
يتساوى “الجزار” مع “محمود عزت” و”إبراهيم منير” فقد كان أحد المتهمين مع سيد قطب في تنظيم 65، ثم صدر الحكم عليه في 20 أغسطس 1966 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 سنة.
أما إذا وقف انتماؤه السابق لجماعة التبليغ حائلا أو حالته الصحية في تعيينه، فإن فرص محيي الدين الزايط (عضو مجلس شورى الجماعة) أو حلمي الجزار تظل أكبر، لما يتمتعان به من قدرات تنظيمية لإدارة الجماعة، وقبول من الداخل فكلاهما من جيل السبعينيات، الجيل الثالث الذي يحمل الشرعية التاريخية.
محيي الدين الزايط الذي كان مسؤول العمل الطلابي لفترة طويلة، وتولى قيادة المكتب الإداري للجيزة وعضو مجلس الشورى، بدوره يتميز بقدرته الخطابية والتربوية والإدارية، ويلقى تأييد العديد من المكاتب الإدارية الداخلية لترفعه عن التورط في مشاكل الجماعة التكفيرية.
الإخواني الزايط، وعبر لقاء تلفزيوني، ليوم السبت، أكد توليه المهام الإدارية لجماعة الإخوان، حتى انتخاب قائم بأعمال المرشد.
وبالمقابل فإن صفحة الشقاق بين أعضاء الجماعة التكفيرية قد تستمر نظراً لزيادة قوة جبهة إسطنبول من الناحية اللائحية، فجبهة محمود حسين، عضو مكتب الإرشاد، الوحيد خارج السجن والباقي على الحياة، وتنطبق عليه شروط تقلد منصب نائب المرشد والقائم بأعماله.
كل الخيارات مفتوحة وكل الاحتمالات واردة في ظل الفوضى التنظيمية التي تعاني منها الجماعة التكفيرية منذ 2013، وعقب فرار العديد من الإخوان للخارج وانتقال قيادة الجماعة التكفيرية من داخل القاهرة إلى لندن وإسطنبول.