أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعلى هامش افتتاح مصنع الرمال السوداء في البرلس بمحافظة كفر الشيخ أن موضوع الرمال السوداء معروف في مصر منذ 90 سنة كما دعا الرئيس المصري القطاع الخاص وأصحاب الاستثمارات للدخول في هذا المشروع.
وتحدث الرئيس المصري، معلقا على كلمة الدكتور حامد ميرة رئيس هيئة المواد النووية، قائلا: “عاوزين نوضح للناس فى مصر نعرف الحكاية دي.. بدأت أمتى كتاريخ.. لفهم واكتشاف الموضوع ده فى مصر.. يعنى عاوز أقول كان من 80 و90 سنة.. وعاوز أقول لما اتكلمنا فى الموضوع ده من 5 سنين.. محدش كتير شجعنا كفكرة”.
ومن جانبه، أكد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية اللواء أركان حرب وليد حسين أن مشروع استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء يعد أحد المشروعات التعدينية الجديدة الواعدة الذي أعيد اكتشافه مرة أخرى بإرادة سياسية واعية، مؤمنة بمقدرات بلدها وقدرات أبنائها ورؤية وطنية ثاقبة نحو استشراف المستقبل.
وأضاف أن ما يجري اليوم على أرض مصر من تطور وتقدم في شتى مناحي الحياة لا تخطئه عين، معربًا عن فخره بأن يتواكب الافتتاح مع احتفالات شهر أكتوبر الذي شهد أعظم انتصارات مصر في العصر الحديث وهي حرب أكتوبر المجيدة. وأعرب عن سعادته بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعطاء إشارة البدء لتدشين مشروع تركيز وفصل المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء.. وأضاف أن المشروع أحد المشروعات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والذي سيكون قيمة مضافة في مجال الصناعات التعدينية ما يسهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي ارتباطًا باتجاه الدولة الداعم للاستثمار بالقطاع الصناعي في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها العالم أجمع.
وأوضح أن الرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية تكونت عند مصبات الأنهار بفعل ظاهرة المد والجزر على مر العصور، وهي تحتوي على نسب عالية من المعادن الاقتصادية التي تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية المهمة، منوهًا إلى أن مصر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات من الرمال السوداء على مستوى العالم، يتركز وجودها في محافظات: البحيرة، كفر الشيخ، دمياط، بورسعيد، شمال سيناء، البحر الأحمر وأسوان.
وأشار إلى أنه من المخطط أن يستخرج ما يقرب من 76 مليون طن معادن اقتصادية؛ وذلك وفقًا لدراسات الجدوى التي أجرتها هيئة المواد النووية، وأكدتها شركات ومكاتب استشارية عالمية تكفي للتشغيل ما يزيد على 200 عام بالإضافة إلى الاستكشافات الجديدة الواعدة الجاري تحديد حجمها وتركيز المعادن الاقتصادية بها، فضلًا عن العائد الاقتصادي الهائل والمردود الاستراتيجي بهدف سد الفجوة بين متطلبات السوق المحلية والاستيراد وتصدير الفائض منها للسوق الأوروبي والآسيوي.
وعقب كلمة مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، عُرض فيلم تسجيلي بعنوان “رمال من ذهب”، منوهًا إلى أن مصر أرض الكنوز التي توزن فيها الرمال بميزان الذهب.
واستعرض الفيلم التوجيهات التي أعطاها الرئيس السيسي لتنفيذ بنود استراتيجية مصر المستدامة 2030 يتقدمها الاستغلال الأمثل لثروات مصر الطبيعية وفي القلب منها الرمال السوداء.. مشيرًا إلى أن المعادن المستخلصة من الرمال السوداء ركيزة أساسية لمجالات صناعية عديدة ومن بينها صناعة السيراميك، والخزف والدهانات، وهياكل الطائرات والسيارات، علاوة على الصناعات الالكترونية والتكنولوجية المتنوعة.
كما أوضح الفيلم التسجيلي أن الرمال السوداء تشكل ثروة طبيعية تتجلى بالكثبان الرملية على الشريط الساحلي الممتد بطول 400 كيلومتر بين مدينتي رفح في سيناء وأبي قير بالإسكندرية، وكذا مواقع أخرى للرمال السوداء في جنوب منطقة برنيس وبحيرة ناصر.. ولفت إلى أن عجلة الإنتاج دارت ببناء مجمع صناعي في منطقة البرلس على مساحة 80 فدانًا يضم 6 مصانع لفصل المعادن من ركاز الرمال السوداء، مبينا أنه بدأت المرحلة الأولي للتعدين من كثبان البرلس الممتدة على الشريط الساحلي بطول 16 كيلومترًا بإجمالي 3500 فدان، وذلك باستخدام الكراكة “تحيا مصر”، وهي أول كراكة تعمل بالطاقة الكهربائية وصديقة للبيئة وتقوم بدفع المياه في اتجاه الكثبان الرملية فتنساب إلى قاع البحيرة الصناعية.
ولفت إلى أن المشروع أسهم في توفير أكثر من 5 آلاف فرصة عمل، منوهًا إلى سعي مصر لتوطين المزيد من الصناعات وفق أحدث التقنيات.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس إدارة شركة منيرال إحدى الشركات المنفذة للمشروع أندرو فوستر، عن فخره للمشاركة في هذا المشروع الفريد والمهم الذي سيحقق فوائد كبيرة لمصر في شكل الصناعات التحويلية، وزيادة الصادرات لتصبح مصر جزءا من صناعة الرمال المعدنية العالمية.
وعقب ذلك استمع الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى شرح مفصل من المهندس رضا حماد المدير التنفيذي للشركة المصرية الرمال السوداء، عن مجمع مصانع الفصل والذي أقٌيم على مساحة 80 فدانًا ويحتوى على مجموعة من المنشآت والمناطق الصناعية.
وأضاف حماد أن مجمع المصانع يتكون من 6 مصانع لفصل 6 معادن اقتصادية ثقيلة (مصنع فصل معدن المجناتايت وتجهيز الخامات لباقي المصانع، مصنع الزيركون، مصنع الروتايل، مصنع المونازايت، ومصنع الألمانايت والجارنيت)، بالإضافة إلى مجموعة من المنشآت التي تخدم العملية الصناعية مثل ورشة إصلاح وصيانة المعدات، ومخزن قطع الغيار، ومعامل البحوث والتطوير.
وأشار المهندس رضا حماد المدير التنفيذي للشركة المصرية الرمال السوداء إلى أن المجمع يحتوي أيضًا على محطة وقود ومحطة تحلية مياه البحر والتي يبلغ معدل إنتاجها 4 آلاف و200 متر يوميًا، وخزان للمياه الصناعية ويسع 46 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى مبنى التعبئة والتغليف، لافتًا إلى وجود بعض المناطق التي يتم فيها تخزين وتشوين باقي المنتجات مع المنطقة الإدارية التي تخدم المنطقة الصناعية وأخيرًا المنطقة الخضراء.
كما تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مبنى المعامل والبحوث بمجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء، واستمع إلى شرح من الكيميائي سمير عبد الستار بدوي حول معمل فصل المعادن.